الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
90723 مشاهدة
دعوة سيدنا هود للتوحيد

...............................................................................


وهكذا قال تعالى في قصة هود: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وحكى عنهم: أنهم أصروا على عبادتهم لآلهتهم التي اتخذوها آلهة من دون الله تعالى، وأنهم قالوا: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ سفهوه لما دعاهم إلى أن يكون الإله إلها واحدا، وَرَدُّوا إلهِيَّتَهُ. وقال الله -تعالى- عنهم، حكى عنهم أنهم قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ يقولون: ما نحن بتاركي آلهتنا لأجل قولك؛ لأجل أنك تدعونا إلى أن نجعل الآلهة إلها واحدا، ثم اتهموه أن آلهتهم هي التي قلبت عقله: اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ أي: أنت مُخَبَّلٌ، وأنت ضعيف العقل، تسلطت عليك آلهتنا؛ لما أنك أنكرت عبادتها؛ ولما أنك جعلت الآلهة إلها واحدا، فهي التي صرفت عقلك، وهي التي تسلطت عليك، وأوقعت فيك هذا الخبال! هكذا زُيِّن لهم!! إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ تعالى الله عن قولهم. لما أنهم قالوا له هذه المقالة: تحداهم، وتحدى آلهتهم أن يضروه، وهم لا يقدرون، فحكى الله -تعالى- عنه أنه قال: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وقال لهم: كيدوني فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي أنتم وآلهتكم تسلطوا عَلَيَّ؛ ولكن لما أنهم أصروا على ذلك دعا اللَّهَ -تعالى- عليهم فأهلكهم بما أهلكهم به.